الأونروا تطلق نداء استغاثة: الأطفال يتضورون جوعاً والمرضى يموتون بلا علاج
الأونروا تطلق نداء استغاثة: الأطفال يتضورون جوعاً والمرضى يموتون بلا علاج
حذّرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) من أن الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 50 يوماً تسبب في نفاد شبه كامل للإمدادات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والأدوية ولقاحات الأطفال.
وأعلنت الوكالة في آخر تحديث لها الخميس أنها لم تعد تملك مخزوناً من الدقيق، وأن ما تبقى في مستودعاتها لا يتجاوز 250 طرداً غذائياً فقط، ما يشير إلى أن الوضع يزداد سوءاً مع مرور كل ساعة دون تدخل دولي فعّال وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
الأطفال جائعون والمرضى يموتون
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك إن الأطفال في غزة "يتضورون جوعاً، والمرضى لا يتلقون العلاج، والناس يموتون"، داعياً إلى "رفع القيود فوراً" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح.
وأكّد أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يظل صامتاً أمام هذه المعاناة التي تتسع رقعتها يوماً بعد يوم، مشدداً على أن الوضع وصل إلى مرحلة اللاعودة.
الحصار يرفع الأسعار
كشف برنامج الأغذية العالمي في تحليل جديد لرصد السوق أن القيود الإسرائيلية فاقمت هشاشة السوق الغزية، حيث قفزت أسعار السلع الأساسية بنسبة تتراوح بين 150% و700% منذ بداية الحرب، وبنسبة تصل إلى 1400% مقارنة بفترة وقف إطلاق النار.
وأوضح التحليل أن شهر أبريل شهد ارتفاعاً جديداً بنسبة 50% عن أسعار شهر مارس، في حين ارتفع سعر غاز الطهي بنسبة صادمة بلغت 4000% مقارنة بما قبل الحرب، ما دفع كثيرين لاستخدام النفايات والحطب كبدائل خطيرة للطهي.
انهيار البنية التحتية والخدمات
زار فريق من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) محطة تحلية المياه الرئيسية في جنوب غزة، وأكدت القائمة بأعمال المنسق الإنساني، سوزانا كاليتش، أن المحطة تعمل بـ15% فقط من طاقتها منذ مارس، بسبب انقطاع الكهرباء المفروض من قبل إسرائيل.
كما أفادت الأونروا بأن القصف الإسرائيلي المكثف منذ انهيار وقف إطلاق النار أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية المدنية ونزوح جماعي، مع استمرار سقوط مئات الضحايا جراء الغارات الجوية والعمليات البرية والبحرية.
الذخائر تقتل الأطفال
أدى تدهور الوضع الأمني إلى تعليق معظم أنشطة إزالة الألغام. ووفقاً لمكتب "أوتشا"، قُتل ثلاثة أشخاص –بينهم طفلان– في حوادث تتعلق بذخائر غير منفجرة، وأُصيب 45 آخرون، في وقت تُقدّر فيه الأمم المتحدة أن حجم الأنقاض الناتجة عن القصف وصل إلى نحو 50 مليون طن.
كما قصفت القوات الإسرائيلية أكثر من 30 جرافة ومركبة ثقيلة كانت تُستخدم في عمليات البحث والإنقاذ وإمدادات المياه وصيانة الصرف الصحي، بما في ذلك آليات تبرعت بها جهات دولية خلال وقف إطلاق النار.
الأونروا تواصل العمل رغم الاستهداف
رغم صعوبة الأوضاع، واصلت الأونروا جهودها الإنسانية عبر طواقمها المحلية، بعد أن اضطرت طواقمها الدولية إلى مغادرة القطاع، حيث تُمنع حالياً من الدخول بموجب قوانين إسرائيلية تحظر عملياتها وتمنع التواصل معها.
وكشفت الوكالة أن أكثر من 290 من موظفيها قُتلوا في غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول أكتوبر 2023.
نتائج تحقيق إسرائيلي
رحب دوغاريك بتلقي الأمم المتحدة نتائج تحقيق إسرائيلي بشأن قصف بيت ضيافة تابع للأمم المتحدة الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل موظف وإصابة خمسة آخرين، وأقر التحقيق بأن القصف كان "عن طريق الخطأ"، وهو ما وصفه دوغاريك بأنه خطوة نحو مزيد من الشفافية مقارنة بحوادث سابقة.
وشدد المتحدث الأممي على أن موقع بيت الضيافة كان معروفاً للجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى ضرورة تحقيق الشفافية والمساءلة ليس فقط في هذه الواقعة بل في جميع الحوادث التي استُهدفت فيها البنية التحتية للأمم المتحدة أو قُتل فيها موظفوها في غزة.
فرضت إسرائيل حصاراً مشدداً على غزة عقب الهجوم الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وأدّى إلى اندلاع حرب مدمرة. ومنذ ذلك الحين، استشهد أكثر من 51 ألف شخص وأصيب أكثر من 116 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وسط دعوات متكررة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.